ورؤية إخراجية مبدعة لحمد النوري

وجاء أداء الفنانين السلس والديكورات البسيطة والعتيقة والربط الهادئ بين الأحداث والانتقال بنعومة من مشهد إلى آخر وما يبثه المسلسل من قيم الاحترام بين الزوجين والمحبة بين الأصدقاء والتسامح بين الغني والفقير، لتعيد إلى الأذهان ملامح الفن الراقي الذي لأول مرة منذ سنوات يقدم مادة تحمل إثارة وتشويق دون دغدغة مشاعر المشاهدين بلقطات البكاء والحزن والمأساة، ليقدم جرعة من التفاؤل والواقعية بشكل فريد.
واستحوذ الطفل أحمد بن حسين على محبة الجمهور منذ طلته الأولى مجسدا دور بطل العمل «عزيز النجدي» حيث أتقن وأبدع كفنان مخضرم رغم عمره الذي لا يتجاوز 11 ربيعا، أما الفنان السعودي المتمكن ماجد مطرب فقد التقط خيوط الشخصية من أنامل حسين مجسدا عزيز في الكبر بشكل أبهر الجمهور بشخصية عزيز طفلا ورجلا وكأنهما شخصا واحدا، موهوب منذ الصغر، وفنان متمكن من أدواته في الكبر.
أما الفنان عبدالله الخضر الذي لا يختلف أحد على موهبته فلم يعيد اكتشاف نفسه بقدر ما أعاد اكتشاف شخصية النوخذة ذلك القبطان البحري الذي يتسم بالصرامة، ولكنه بتوقيع الخضر جاء ساخرا خفيف الظل يطلق النكات ويجيد القفشات ليس اخلالا بالشخصية بقدر التركيز على الجانب الإنساني في القائد الذي يتسم بالمودة والتخفيف عن مرؤوسيه في الرحلات البحرية الطويلة والممتدة لشهور والتي فيها من القسوة والمخاوف ما فيها. وتلاقى معه في خفة الروح الفنان مشاري البلام الذي جسد شخصية عبد الرزاق الزبيري ذلك الإنسان البسيط الطموح الذي يعمل بائعا في محل للأقمشة، ولكنه رغم بساطة حاله يتسم بقدر كبير من المرح والطيبة، مقدما نموذجا للزبيرين منذ بداية تواجدهم في الكويت. والمميز اعتماد المخرج حمد النوري تكنيكا جديدا يضمن ارتباط المشاهد بالعمل من خلال المفاجآت المستمرة واختفاء الفنانين وظهورهم مجددا في سياق درامي محكم يحقق الإثارة والتشويق

عدد الساعات:
course work